تشير معظم التقارير وآراء خبراء الإدارة أن أهم عنصر من عناصر نجاح أي مؤسسة هو العنصر البشري ولذلك التحفيز الوظيفي من أهم السياسات التي تريدها الموظفين. وذلك يعني أنه إذا إستطاعت المؤسسة من إيجاد الموظف الملتزم ورفع مستوى آدائه وتطويره والإحتفاظ به ستستطيع من تحقيق أهدافها بنسبة كبيرة جدا. أجرت مؤسسة "جالوب" إستطلاع رأي أجرته على نحو مليون موظف حول العالم حول هل التحفيز الوظيفي في العمل ويدفعهم للإنجاز و الإبتكار. وتلخصت معظم إجابات الموظفين في إجابة واحدة.
"إذا أعطتنا المؤسسة ما نريد سنحقق أهدافها"
السؤال هنا ما الذي يريده الموظفون من المؤسسة؟ جاءت أهم طلبات الموظفون في عشر نقاط.
أهم اساليب التحفيز الوظيفي لمعرفة متطلبات الموظف
الطلب الأول: معرفة المطلوب منه بدقة.
ولا يقتصر ذلك على الوصف الوظيفي Job Description بل يمتد إلى معرفة و إستيعاب كل المهام الموكلة اليه ومعرفة مدى توافق و إرتباط أداؤه لتلك المهمة مع آداء زملائه لأدوارهم الوظيفية. بمعنى آخر أن يعرف الموظف دوره الوظيفي في العملية الإنتاجية بالتفصيل وكيف تتكامل وتتداخل أدواره مع باقي الموظفين و ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إزالة عوامل الإرتباك والتخبط وتداخل المهام والأدوار وتقليص صراعات وخلافات العمل. وهذا الوضوح و إستيعاب المهام الوظيفية بدقة داخل المؤسسة يؤدي إلى رفع مستوى إنتاجية أفراد المؤسسة بنسبة تتراوح من 5 إلى 10 في المائة.
الطلب الثاني: توافر الألات والمعدات اللازمة لتسيير العمل.
والتي تجعل العمل أكثر سهولة و إنتاجية وتوفر الأمن و الأمان للموظفين وتساعد في التحفيز الوظيفي. فحينها سيشعر الموظف بالأمان والراحة لأن مؤسسته تسعى دائما أن تمده بالمعدات التي تجعل عمله اكثر سهولة و أمانا. فلماذا يترك العامل مؤسسته طالما أتيحت له كل الموارد؟
الطلب الثالث: وضع الموظف المناسب في المكان المناسب
من الصعب على أي مدير أن يغير من طباع موظفيه الفطرية. ولكنه قد يتمكن في توطينهم في الأماكن التي تتوافق مع إمكانياتهم ومهاراتهم بحيث تتوافق مع المهام الموكلة اليهم. والعمل على تطوير مهاراتهم وسلوكياتهم من خلال برامج تدريبية. الطلب الرابع: المكافأت والتقدير المادي والمعنوي.
تلعب المكافأت والحوافز المادية والمعنوية في زيادة إنتاجية الأفراد و إرتباطهم بالمؤسسة. فكلمات التشجيع والإطراء والمديح والدعم المعنوي لها عامل السحر في رفع مستوى آداء الموظفين.
الطلب الخامس: العلاقات الإنسانية و الإجتماعية في العمل.
وجود روح من الود والمشاعر والتعاون بين زملاء العمل تشعر الموظف بأنه عضو فريق يهتم لأمره وأنه عضو في فريق مترابط ومتعاون و يربطهم ما هو أكثر من العمل.
فذلك سيزيد من إرتباط الموظف بمؤسسته فالإرتباط لا يكون بالجدران والمباني ولكن يكون بالعلاقات الإنسانية و الإجتماعية التي تنشأ داخل المؤسسات بين الموظفين والإدارة والموظفين فيما بعضهم البعض.
الطلب السادس: وجود من يرشدهم ويدربهم ويطور مهاراتهم داخل العمل.
من نتائج التقرير الذي أجرته مؤسسة جالوب أن ثلثا الموظفين قالوا أن وجود من يرشدهم يزيد من فعاليتهم في العمل في حين قال الثلث انهم لا يشاركون بفاعلية بينا قال 1% فقط أنهم يعملوا دون إرشاد أو توجيه من الإدارة.
فوجود المرشد داخل العمل من دوره أن يشعر الموظف بالإمتنان لمديره ومؤسسته لأنه يكتشف مواهبه ويشجعه على تنميتها ويحفزه على تطوير نفسه.
الطلب السابع: أن يكون رأيه محل إعتبار.
وأن يكون لوجهة نظره محل تقدير و إعتبار فذلك يشعره بأهميته وأهمية دوره في المؤسسة ومن شأن ذلك أن يزيد من ثقة الموظف بنفسه وبالتالي ستزيد إنتاجيته ويزيد إرتباطه بالمؤسسه.
فعلى كل مدير أن يجتمع بمرؤسية من حين لأخر ويستمع إليهم وإلى آرائهم ويعرف مشاكلهم و إقتراحاتهم.
الطلب الثامن: إرتباطه برسالة المؤسسة.
ليس هدف كل موظف الجوانب المادية فقط. ولكن يحب الموظفون أن يكون لديهم رسالة وهدف في الحياه. فإرتباط الموظف برسالة المؤسسة يشعره بقيمته كإنسان ويجعل لحياته معنى.
تشير الدراسات إلى أن من 30% إلى 50% من الموظفين المتحمسين لأداء وتنفيذ رسالة المؤسسة و يؤمنون بأنهم أصحاب رسالة لا يعانون من إصابات العمل ولا يتعرضون للفصل أو النقل إلا بنسب ضئيلة جدا.
الطلب التاسع: إلتزام فريق العمل بالجودة والتميز.
فوجود الموظف ضمن فريق عمل يحرص على بذل كل الجهد للإلتزام بأقصى معايير الجودة يشعره بالأمان والثقة ويجعله يحسن معاملة العملاء.
الطلب العاشر: التطور والنمو
كلما كانت فرص الموظف في التطور و النمو والتقدم كبيره في مؤسسته كلما كان ذلك سببا في إشعال حماسه في العمل والعمل بروح أقوى وبشكل متميز.
Comments